الفحص الطبي قبل الزواج: هل أنتما مستعدان لدخول عش الزوجية؟
الزواج رحلة ننطلق فيها نحو عالم جديد مليء بالحب، وكما يقال: “الزواج ليس مجرد تغير في الحالة الاجتماعية فحسب، بل هو اندماج لروحين وجسدين ليصبحوا روحين في جسد واحد”، إلا أن الحب والاندماج ليسا العنصرين الوحيدين اللذين يستدعيان الاهتمام؛ إن الحالة الصحية للزوجين عنصر مهم من عناصر الزواج الناجح.
الفحص الطبي قبل الزواج خطوة حكيمة وضرورية لبناء زواج مستقر، والتأكد من جاهزية الزوجين لمشاركة حياة لا تعكر صفوها المشكلات الصحية، وتجنب أي مفاجآت غير مرغوب فيها قد تحدث مستقبلًا.
في هذا المقال نأخذكم في جولة لاستكشاف أهمية التحاليل المطلوبة قبل الزواج، ونوضح كيف يمكن لهذه الفحوصات أن تكون مفتاحًا لبناء علاقة زوجية ناجحة ومستقرة.
ما أهمية الفحص الطبي قبل الزواج؟
الفحص الطبي قبل الزواج له أهمية كبيرة، إذ يعد أحد الخطوات الضرورية للتأكد من صحة الزوجين والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تؤثر في حياتهما المشتركة. وتكمن أهم أسباب ضرورة إجراء فحوصات ما قبل الزواج في:
- الكشف عن أي مشكلات صحية محتملة قد تؤثر في جودة الحياة الزوجية، فيخضع الزوجان لفحوصات أمراض القلب، والضغط، والسكري، والفيروسات الكبدية، مثل “سي” و “بي”.
- التحقق من التوافق الجيني، ففي بعض الأحيان تزيد احتمالية انتقال بعض الأمراض الوراثية إلى الأبناء المستقبليين، ويساعد ذلك الفحص الجيني على تحديد هذه المخاطر، وتحديد تأثيرها المحتمل في صحة الأطفال.
- التأكد من سلامة الشريكين جنسيًا: يشمل الفحص الطبي قبل الزواج اختبارات للكشف عن الأمراض المنقولة جنسيًا (STDs)، وهي الأمراض التي تنتقل عن طريق الاتصال الجنسي.و تشمل بعض هذه الأمراض: الزهري والسيلان والهربس والتهاب المهبل.
- التحقق من قدرة الشريكين على الإنجاب: تساعد فحوصات ما قبل الزواج على التأكد من أن الشريكين قادرين على الإنجاب.
ما أهم التحاليل المطلوبة قبل الزواج؟
يشمل الفحص الطبي قبل الزواج إجراء التحاليل التالية:
- الاختبارات الروتينية:
- صورة الدم الكاملة.
- اختبار فصيلة الدم، وعامل RH.
- تحليل البول.
- فحص السكر في الدم، للكشف عن الإصابة بأمراض السكري.
- فحص الهرمونات الدرقية للكشف عن اضطراباتها.
- اختبارات الكشف عن الأمراض المعدية:
- فحص الزهري (Syphilis).
- فحص الكبد الوبائي (Hepatitis B و C).
- فحص الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز).
- فحص السيلان والكلاميديا.
- الاختبارات الجينية واختبارات الخصوبة:
يرجح الأطباء إجراء الاختبارات الجينية كجزء من تحاليل الزواج للاقارب، أو عند وجود احتمالية ارتفاع معدل إصابة الأبناء المستقبليين بأمراض وراثية.
أما عن اختبارات الخصوبة فتشمل تقييم صحة الجهاز التناسلي للرجل والمرأة، وتشمل فحص الحيوانات المنوية للرجل، وفحص سلامة وظيفة المبايض للزوجة. وخلال هذا المقال نتطرق إلى سرد مزيد من التفاصيل عن اختبارات الخصوبة للزوجين، كذلك الاختبارات الوراثية. - الفحص الطبي قبل الزواج: اختبارات سلامة الحيوانات المنوية
الفحص الطبي قبل الزواج يشمل عادة اختبارات سلامة الحيوانات المنوية لدى الرجل، وهذه الاختبارات تُجرى لتقييم صحة الحيوانات المنوية وقدرتها على الإخصاب، وتُعَد سلامة الحيوانات المنوية من العوامل المهمة في تحديد مدى قدرة الرجل على الإنجاب.
وتوجد العديد من الاختبارات التي يمكن إجراؤها لتقييم سلامة الحيوانات المنوية، من بينها:
- تحليل السائل المنوي: تُجْمَع عينة السائل المنوي من الرجل وتُفْحَص في المختبر، بهدف تقييم حركتها وشكلها.
- فحص قوة التخصيب: يُمكن أيضًا إجراء اختبار لتحديد قدرة الحيوانات المنوية على التخصيب، حيث توضع عينة من الحيوانات المنوية في وسط خاص يشبه الظروف الحمضية في المهبل، ويُراقَب المتخصصون الحيوانات المنوية لمعرفة ما إذا كانت قادرة على الحركة والتخصيب.
- اختبارات الهرمونات: تشمل فحص مستويات الهرمونات المرتبطة بالإنجاب، مثل تستوستيرون.
- الفحص الطبي قبل الزواج: اختبارات سلامة التبويض وقنوات فالوب
يتضمن الفحص الطبي قبل الزواج إجراء اختبارات لتقييم سلامة التبويض لدى المرأة، وسلامة قنوات فالوب. هذه الاختبارات تهدف إلى التحقق من سلامة الجهاز التناسلي للمرأة وقدرتها على الإنجاب.
وتشمل اختبارات سلامة التبويض وقنوات فالوب:
- اختبارات الهرمونات: تشمل هذه الاختبارات تلك المعنية بقياس مستوى هرمون التبويض (إستروجين)، وهرمون التحفيز للجريب (FSH). هذه الفحوص تساعد على تحديد قدرة المرأة على التبويض.
- فحص التصوير بالموجات فوق الصوتية: يجرى الفحص بالموجات فوق الصوتية على منطقة البطن والحوض لتقييم صحة الرحم والمبيضين، ويسهم هذا الفحص في الكشف عن وجود أي تكيسات أو أورام،كما يُمَكِن الطبيب من الاطلاع على قنوات فالوب للتأكد من عدم وجود أي انسدادات فيه
- الفحص الطبي قبل الزواج: الكشف عن الأمراض الوراثية
الأمراض الوراثية هي أمراض تُسببها طفرات جينية، ويمكن أن تنتقل من الآباء والأمهات إلى الأطفال. قد تكون بعض هذه الأمراض وراثية “متنحية”، أي أن الشريكين قد يحمل كل منهما نسخة مُعدلة من الجين المسبب للمرض، فيظهر المرض بوضوح في الأجنة. بالتالي، قد لا يعاني الشريكان من المرض، لكنهما قادران على نقله إلى الأجيال القادمة.
وتتضمن تحاليل الزواج للاقارب أيضًا الكشف عن الأمراض الوراثية التي قد تصيب الشريكين، أو قد تنتقل إلى الأجيال القادمة. ويُعد الكشف عن الأمراض الوراثية جزءًا هامًا من الفحص الطبي الشامل قبل الزواج، فهو يساعد على تحديد مدى وجود خطر وراثي محتمل.
ويشمل الكشف عن الأمراض الوراثية في الفحص الطبي قبل الزواج:
- معرفة التاريخ العائلي: يطرح الطبيب مجموعة من الأسئلة على الزوجين حول معاناة أي من أفراد العائلتين أمراض وراثية.
- الاختبارات الجينية: تُجرى هذه الاختبارات للكشف عن وجود طفرات جينية تسبب معاناة الأبناء المحتملين أي أمراض الوراثية.
هل اكتشاف خلل في أحد الفحوصات يعني حتمية إنهاء العلاقة؟
بالطبع لا تعني الإصابة بمرض ما نهاية العلاقة بين الطرفين وحتمية الانفصال. وعادة ما يخاف الشريكان إجراء تلك الفحوصات معتقدين أنها قد تضر بعلاقتهما، إلا أن الفحص الطبي قبل الزواج يساعد على التعرف إلى الحالة الصحية للشريكين، والكشف عن المشكلات الصحية التي قد تؤثر في حياتهما المستقبلية.
إن التشخيص المبكر لأي مرض أو حالة صحية قد يساعد على اتخاذ الإجراءات اللازمة والحصول على العلاج المناسب لتجنب المضاعفات المحتملة، وتحسين جودة الحياة مستقبلًا.