علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى
مشكلة التسرب الوريدي تظهر في نسبة ضئيلة من الرجال مسببة لهم ضعف الانتصاب، وبسبب بعض المفاهيم الخاطئة واستشارة غير المتخصصين يُساء تشخيص هذه المشكلة، ويخوض الرجال رحلة علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى دون الحصول على نتائج مرضية أو تحسن ملحوظ في الانتصاب، الأمر الذي يؤثر سلبيًا في استقرار الحياة الزوجية.
نستعرض خلال هذا المقال طبيعة الإصابة بالتسرب الوريدي وأبرز الأسباب والأعراض والأساليب العلاجية المتبعة لتحقيق الانتصاب الكامل.
نبذة عن اعراض التسرب الوريدي وأسبابه
قبل أن نتحدث تفصيلًا عن اعراض التسرب الوريدي، دعونا نذكر نبذة سريعة عن طبيعة الإصابة بهذا المرض وعلاقته بالإصابة بضعف الانتصاب.
يتحقق الانتصاب طبيعيًا من خلال تدفق الدورة الدموية -تحت تأثير الجهاز العصبي- إلى خلايا العضو الذكري، وتحافظ الأوردة على الدورة الدموية داخل القضيب حتى تحقق الانتصاب الكامل وإتمام العلاقة الزوجية بنجاح.
وفي حالات التسرب الوريدي يصعب على العضو الذكرى الاحتفاظ بأكبر قدر من الدورة الدموية، وذلك بسبب ارتداد الدم مرة أخرى من العضو الذكري إلى الجسم دون أن يتحقق الانتصاب الكامل، أو قد يحدث الانتصاب ويُفقد بسرعة دون الوصول إلى مرحلة القذف، فلا يتمكن الزوج من إتمام العلاقة الزوجية بنجاح.
لذا عندما يطرح الزوج السؤال الشهير “كيف اعرف أن عندي تسرب وريدي؟”، تكون هذه الأعراض دليلًا على إصابته بالتسرب الوريدي، ولكنها غير كافية على الإطلاق للتحقق من هذا التشخيص.
ويُرجع الأطباء اسباب التسرب الوريدي إلى:
أسباب عضوية
تشمل الأسباب العضوية للتسرب الوريدي ما يلي:
- الأمراض التي تسبب خللًا في تدفق الدورة الدموية إلى القضيب، مثل مرض السكري، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، وارتفاع مستوى الكوليسترول الضار في الدم.
- انخفاض مستوى هرمون الذكورة (التستوستيرون).
- عيوب خلقية في الصمامات المسؤولة عن الحفاظ على الدم في أوردة القضيب.
- مرض بيروني الذي يسبب تليفًا في أنسجة القضيب، وبناءًا عليه يعجز القضيب عن الحفاظ على الدم خلاله.
أسباب نفسية
تُعد هي الأسباب الأشهر بين الرجال للتسرب الوريدي وتشمل ما يلي:
- العبء النفسي الذي يقع على المتزوجين حديثًا بسبب الخوف من فشل إتمام العلاقة الزوجية بنجاح خاصة في المرات الأولى.
- الخوف أو النفور من العلاقة الزوجية بسبب مشكلات مع شريكة حياته تسبب في إفراز الأدرنالين من الجسم الذي يقبض الشرايين ويمنع تدفق الدم خلالها.
علامَ يعتمد علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى؟
يشمل علاج التسرب الوريدي للعضو الذكرى عدة أساليب تختلف باختلاف الأسباب المؤدية للإصابة والنتائج التي تفصح عنها أساليب التشخيص المختلفة وأهمها التاريخ المرضي وأشعة الدوبليكس على القضيب التي توضح سريان الدورة الدموية من وإلى القضيب وتوضح درجة التسرب الوريدي في حالة الإصابة.
وتتراوح درجات التسرب الوريدي بين التسرب البسيط والمتوسط والشديد، ويتعامل الأطباء مع كل درجة بأسلوب علاجي مختلف.
وتنقسم أنواع التسرب الوريدي تبعًا لسبب الإصابة إلى:
- التسرب الوريدي الأولي: عادة ينتج عن مشكلة ما في الأوردة المغذية للقضيب، سواء مشكلة خلقية أو ناتجة عن الإصابة بمرض ما.
- التسرب الوريدي الثانوي: ينتج عن حدوث خلل في تدفق الدورة الدموية للقضيب نتيجة مشكلات نفسية، أو أمراض تؤثر سلبيًا في تدفق الدورة الدموية في الجسم بصفة عامة.
علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى
يكمن الهدف الأساسي من علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى هو علاج ضعف الانتصاب الناتج عنه، وذلك عن طريق مجموعة من الأساليب العلاجية التي يختار الطبيب من بينها تبعًا لدرجة التسرب الوريدي والتاريخ المرضي للحالة، وهي تضم الآتي:
العلاج السلوكي
عادة يتبع في حالات التسرب الوريدي الناتجة عن أسباب نفسية مثل الخوف والاكتئاب، وخلاله يساعد الطبيب المريض على توضيح بعض التفاصيل المتعلقة بالعلاقة الزوجية، وينصحه ببعض الممارسات التي تساعده على إتمام العلاقة بنجاح.
وفي بعض الحالات قد يتم تحويل المريض إلى الأخصائي النفسي للحصول على الدعم المناسب.
العلاج الدوائي
التدخل بالعلاج الدوائي يناسب حالات التسرب الوريدي التي تعاني خللًا في تدفق الدورة الدموية إلى القضيب، ويكون هذا التدخل باستخدام أدوية تحفز تدفق الدم إلى القضيب.
أما الحالات الأخرى التي تعاني تسربًا وريديًا بسبب انخفاض مستوى هرمون التستوستيرون، فإن استخدام أدوية تحتوي على هذا الهرمون قد يكون وسيلة فعالة في العلاج.
الحقن الموضعي للقضيب
يلجأ الأطباء إلى الحقن الموضعي عند فشل العلاج الدوائي في تحقيق الانتصاب الكامل للقضيب، فقد يكون حلًا فعالًا لتحقيق انتصاب العضو الذكري ولكن في أثناء العلاقة الزوجية فقط.
وعادة لا يُفضل الأطباء اتباع هذا الأسلوب العلاجي لفترات طويلة لاحتمالية حدوث تليفات في العضو الذكري في أثناء حقن المريض لنفسه.
هل يستدعي علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى التدخل الجراحي؟
بالطبع تستدعى حالات التسرب الوريدي الأوليّ المتوسطة إلى الشديدة والناتجة عن عيوب خلقية أو مشكلات مرضية في أوردة القضيب التدخل الجراحي.
وتعتمد فكرة علاج التسرب الوريدى للعضو الذكرى بالتدخل الجراحي على زرع دعامات في النسيج الكهفي للعضو الذكري لتدعم صلابته وتُمكّن الزوج من التحكم في الانتصاب متى شاء.
ونوضح أن نسب نجاح عملية زراعة دعامة القضيب تكون الأعلى في مثل هذه الحالات وتكون بمثابة علاج نهائي لها.
علاج الكثير من المشكلات الجنسية التي يعانيها الرجال في أغلب الأحيان يكون أبسط مما يتصوره المريض، ولكن بدء رحلة العلاج يستدعي شجاعة ووعي منه بأهمية التشخيص والعلاج المبكر في منع تفاقم تلك المشكلات.